دعونا نتخذ موقفاً مشتركاً قائماً على أسس العدل والسلام والحقوق

دعونا نتخذ موقفاً مشتركاً قائماً على أسس العدل والسلام والحقوق

بيان صادر عن 71 منظمة حقوقية سورية وتركية بشأن الخطاب العنصري ضد السوريين .
في الأشهر الأخيرة عانى المجتمع اللاجئ من وقائع اعتداءات و جرائم ، و كانت هذه الوقائع ذات تبعات مقلقة .
ففي شهر آب من العام المنصرم قامت مجموعة من العنصريين بالاعتداء على أماكن عمل و منازل اللاجئين السوريين في منطقة " ألتن داغ " التابعة لولاية أنقرة ، سبق ذلك مقتل الشاب " حمزة عجّان - 17 عاماً " ، و الذي قتل إثر الاعتداء عليه من قبل مجموعة شبان و ذلك أثناء عمله في إحدى أسواق ولاية بورصة ، و هنالك وقائع و حالات جمّة بإمكاننا أن نلحقها بقائمة الأحداث المؤلمة .
إنّ ما نشهده اليوم من وقائع و اعتداءات على اللاجئين ما هو إلا النتيجة المروعة للكم الهائل من البيانات و المعلومات المضللة و الخاطئة عن المجتمع السوري اللاجئ ، و ذلك خلال السنوات العشر الأخيرة ، و لا تزال مشكلة البيانات و المعلومات الخاطئة و التي تتناول المجتمع السوري اللاجئ مستمرةً حتى يومنا هذا ،
و ذلك في ظل عدم إدراك البعض لجوانب و لعواقب خطاب الكراهية و التمييز العنصري .
بسبب العنف الذي يتعرض له الأبرياء من المجتمع اللاجئ ، ندعو جميع مناصري قيم الحق و العدالة إلى رفع أصواتهم من أجل الحد من خطاب الكراهية و العنف و ذلك وفق النقاط و المطالب الآتية :
▪︎اللاجئون هم أصحاب حق ، و يقع على عاتق كل من يناصر قيم العدل و السلام في هذا البلد أن يعامل اللاجئين وفق مبادئ كرامة الإنسان ، و هذا من أساسيات القيم الأخلاقية و الإنسانية في التعامل معهم ، كذلك يجب على الحكومة أن تُعامل اللاجئين وفق القانون ، و في إطار ذلك يجب الاعتراف بكل الحقوق المتعلقة باللاجئين و ذلك لكونهم بشراً ، و يجب حماية هذه الحقوق وفق خطوات و آليات فعّالة .
▪︎يجب على الحكومة اتخاذ تدابير و إجراءات أكثر فعالية من أجل حماية حياة اللاجئين و تأمين سلامتهم ، و يجب عليها تصحيح البيانات و المعلومات الخاطئة و التي يتم تناقلها في المجتمع حول واقع اللاجئين ، و يجب عليها التحقيق بصورة أكثر صرامةً في ما يتم تداوله من اعتداءات على اللاجئين .
▪︎يجب على السياسيين ، و مع اقتراب موعد الانتخابات ، أن يتوقفوا و أن يضعوا حداً لاستغلال اللاجئين في خطاباتهم و برامجهم الدعائية ، هذه الدعاية القذرة باتت تؤدي إلى ممارسة العنف ضد اللاجئين ، و يجب على السياسيين أيضاً تجنب التصريحات و التعبيرات الكلامية ذات الطابع العنصري ، و نبذ و رفض كل من يقوم بذلك .
▪︎يجب أن لا ننسى أن كل من اعتدى أو قام بالتحريض عبر وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي ضد اللاجئين ، هو في نهاية الأمر قد ارتكب جرماً ، في المقابل يجب تطبيق القانون و مواده المناهضة للكراهية و للتمييز العنصري على الأفراد / الشخصيات التي تشغل وظيفة عامة و الذين ينتهكون القوانين المرفقة بمناهضة الكراهية و التمييز العنصري ( مثل رؤساء بعض البلديات ) ، كذلك يجب أن لا يبقى الجناة دون عقاب ، و لا بد من سن و تشريع قوانين صارمة ضمن إطار الحد من جوانب و مظاهر الكراهية و التمييز العنصري .
▪︎يجب على وسائل الإعلام أن لا تتجاهل القضايا و الاعتدات التي يتعرض لها اللاجئون ، كذلك يجب عليها أن تتيقن من تأثير الكلمة و سياق الكلام في التحريض على الكراهية و التمييز العنصري بشكل مباشر / غير مباشر ، لذلك لا بد من السعي لانتقاء التوصيفات اللفظية و المفردات التعبيرية أثناء تعاطيها مع مسألة اللاجئين ، و يجب عليها استخدام لغة مخاطبة موضوعية لا تنتهك الحقوق .
يمكننا معاً وفق مسارٍ مشترك أن نضع حداً للأقوال و السلوكيات التي تؤلم في توصيفها إنسانيتنا و وجداننا ، كذلك يمكننا أن نوقف الاعتداءات و الأحداث العنصرية و التي تتنامى بالتوازي مع خطاب الكراهية و التمييز العنصري ، و يمكننا أيضاً مواجهة خطاب الكراهية الذي يفرز العنف .
بناءً على ما سبق ، علينا أن نصون و أن ندافع عن الحياة بحزم ، و أن نكون أكثر عزيمةً في مواجهة كل من يحاول أن يجعل منا أعداءً لبعضنا البعض و يسعى للتخلص منا ، و أن لا نترك متسعاً لمشاعر الكراهية و التمييز العنصري .
في ضوء هذه المطالب ، ندعو كل الأطراف إلى اتخاذ موقف مشترك قائم على أسس العدل و السلام و ذلك لمواجهة و لوقف الكراهية التي وصلت لنقطة تهديد أرواح الآخرين .

نحن نساعد الأفراد والمنظمات في العثور على بعضهم البعض

انضم إلينا